حكمة الاسبوع
سئل رسول الله(صلعم)
: مالعصبية ؟
قال:"أن تعين قومك على الظلم"

حدث ثقافي
توقيع كتاب عن الشيخ الشهيد راغب حرب بمناسبة الذكرى السادسة والثلاثون لمؤلفه الدكتور نسيب حطيط . يوم الثلاثاء تاريخ 18 شباط 2020 الساعة الرابعة بعد الظهر .. قاعة المؤتمرات في مطعم فانتزي ورلد طريق المطار الجديد

البحث



عدد الزوّار الإجمالي


1589319 زائر

الارشيف


المعرض


التصويت

هل انت مع العقوبات الخليجية على لبنان؟

نعم

لا
04/9/2009

المصدر: الثبات - عدد80
عدد القرّاءالاجمالي : 3579


في ثمانينات القرن الماضي،احتدم النقاش في أروقة البيت الأبيض،حول مستقبل الدور الأميركي في العالم ،هل يكون الخيار الأميركي قيادة العالم أم السيطرة عليه...؟!

وكان فريق المستشار الأمن القومي السابق بريجنسكي من أنصار قيادة العالم وعدم التورط في إستراتيجية السيطرة،التي تعتمد على الاحتلال والغزو،وقلب الأنظمة وتنصيب البديل،بحيث تصبح حكومة الولايات المتحدة الأميركية،هي الحكومة العالمية وتصبح الحكومات المحلية،(إدارات محلية)،لحكم ذاتي لأوطان ودول غير معترف بها على مستوى القيادة الأميركية وحلفاؤها القريبين والصهاينة إلا كمنفذين محليين للتعليمات الأميركية.

وكان يعيق إستراتيجية السيطرة،وجود الإتحاد السوفياتي السابق كقوة عظمى،لها مؤسساتها العالمية العسكرية(حلف وارسو)ومنظومة الدول الاشتراكية وحلفائها العرب والأفارقة الأسيوية وبقيت الحرب الباردة،تشكل مظلة للتوازن،وفي حال اختراق أحد الطرفين لمعادلة المهادنة،يسارع الطرف الأخر لإعادة التوازن،وحل الإشكالات،لكن بعد انهيار الاتحاد السوفياتي،وزوال القوى الممانعة والقادرة على التصدي،بدأت الإدارة الأميركية التحضيرات للسيطرة على العالم،بالشكل المباشر،من خلال الجيوش الأميركية،مع بعض(المطرزات العسكرية)من دول الحلفاء أو التابعين أو المفروض عليهم.

وكانت إستراتيجية السيطرة قد مهدت لها نظرية العولمة (والقرية الكونية الواحدة)لتحضير الرأي العام لتقبل فكرة الحكومة الأميركية العالمية،وأن الجيوش الأميركية تتنقل من حي إلى حي ولا تغزو،فكان الغزو الاقتصادي الذي كسر الحواجز الجمركية وبالتالي ألغى وظفية الحدود للدول،مترافقا مع الغزو الإعلامي عبر الفضائيات العالمية والمحلية التابعة،وكذلك التعليم ودعمت هذه المنظومة بالغزو العسكري المباشر بعد مسرحية 11 أيلول 2001،واختراع القاعدة كعنوان للإرهاب،تدسه أميركا في كل بقعة تريد غزوها ,فترسل إليها هؤلاء الإرهابيين الذين يعلم بعضهم وخاصة قياداتهم بأنهم عملاء أميركا،بينما الأفراد البسطاء يتم خداعهم، بأن أقصر الطرق للجنة،(هو الحزام الناسف)،الجاهل الذي يقتل أبناء وطنه أو دينه،أو الأبرياء من الديانات الأخرى،و الحجة ضرب العدو الأميركي،ومنع التحالف معه،لكن هذا الانتحاري والحزام الناسف لا يطال الأميركي نفسه في كل العالم.

وبعد الفشل الأميركي لتجربة السيطرة على العالم،تتحول الإدارة الأميركية بهدوء إلى إستراتيجية(قيادة العالم)عن بعد ودون خسائر بشرية أو مادية ولتحقيق هدفها عبر الطرق والأساليب التالية:

- الإمساك بالمؤسسات الدولية الأمم المتحدة ، المحكمة الجنائية،مجلس الأمن .....) لإصدار القرارات التي تحمل الصفة الدولية،والمولودة أميركيا،لأنها القوة العظمى المسيطرة،بينما الدول الضحايا ليست مؤثرة في هذه المحافل الدولية.

- إحداث الفتن الداخلية(الثورات الملونة)،مرة بعنوان الحقوق القومية،أو الطائفية أو المذهبية،لإضعاف قوى الممانعة والمقاومة،وتشتيت القوى وتقسيم الدول إلى كيانات ضعيفة تستجدي الحماية والرعاية،الأمنية والسياسية وحتى الاقتصادية،وبدل أن يكون العالم مئة وثمانون دولة فيمكن أن يتحول إلى ثلاثماية (دويلة)يحكمها وكلاء ومقاولون لصالح الحكومة الأميركية العالمية.

- العقوبات الاقتصادية والسياسية أو العقوبات الشاملة ، لتطويع الدول الممانعة ، والشعوب المقاومة ، بحجة حصار الإرهاب العالمي مع ضرورة توضيح أن الإرهاب وفق المصطلح الأميركي والأوروبي هو ( المقاومة ) للمشروع الأميركي ، وكذلك(الدفاع عن النفس)بالشكل الفردي أو الجماعي.

ولكل دولة عقابها ونوعية الحرب عليها تختلف،وفق قوتها وإمكانياتها وحجمها،فيمكن أن تكون الوسيلة الأولى عبر المؤسسات الدولية وخاصة مسرحيات(المحاكم الدولية) كما حصل في لبنان لحصار سوريا وإخضاعها،وكما تعمل الآن لتحريض العراقين وإلزامهم بالمطالبة بمحكمة دولية لمعاقبة سوريا على تفجيرات العراق، والتي تبين أن الأميركيين قد أطلقوا منفذي التفجيرات من سجونهم، و يمكن أن يكون الأميركي من دبرها مباشرة أو مداورة ،لبدء مسرحية قطع العلاقات الدبلوماسية مع سوريا،بعد أقل من أسبوع من زيارة المالكي الوديةإلى سوريا.

وكذلك كما تم الضغط على السودان عبر المحكمة الجنائية الدولية بتهمة الإبادة في دارفور،بينما لم تر المحكمة وقضاتها الظالمون الموظفون أميركيا وصهيونيا،الإبادة في فلسطين خاصة في غزة والإبادة في أفغانستان،والإبادة المنهجية التي يقوم بها الأميركيون وأتباعهم في العراق،ولا الإبادة الإسرائيلية للبنانيين، بالمجازر المتنقلة وبعض الدول الضعيفة،تم إشعالها من الداخل،بالثوارث الملونة الزرقاء والبرتقالية والخضراء إلى أن تنتهي الألوان أو تثور الشعوب لإسقاط المارد الأميركي المتسلط عالميا.

وبعض الدول أو حركات المقاومة تتعرض للفتن الداخلية والقتال الداخلي المذهبي أو الطائفي أو القومي أو الطبقي كما في لبنان وفلسطين واليمن والسودان والعراق والصومال وموريتانيا بانتظار تحضير الدول العربية الأخرى للفتن القادمة.

وبعض الدول تحتاج أميركا إلى إسقاطها للحرب الشاملة من المحاكم الدولية إلى الثورات والفتن الداخلية إلى العقوبات الشاملة أو المتنوعة ،كما هو الحال مع إيران هذه الأيام،نتيجة القوة الذاتية الإيرانية التي تمنع المعتدين من غزوها عسكريا،ولذا كانت تجربة(الثورة الإصلاحية)والتهديدات بالعقوبات في حال لم يتوقف البرنامج النووي،والتهديد بالضربة العسكرية الإسرائيلية المغطاة أميركيا وأوروبيا.

ولأن أيلول شهر الاستحقاقات المفصلية على مستوى قرارات الإدارة الأميركية، التي ترغب بإنجاز ما ،على مستوى العالم يرضي كل الأطراف المتحالفة... من إسرائيل إلى المعتدلين العرب إلى الإدارة الأميركية وحلفائها الغربيين،فلا بد من تسديد الضربات إلى محور الممانعة السوري- الإيراني ومعهما حركات المقاومة في فلسطين ولبنان،مرة بالترغيب وأخرى بالترهيب .

ولكن وبعد فشل المحكمة الدولية في لبنان بإسقاط النظام في سوريا،وحصار إيران،لن ينفع توريط المالكي والحكومة العراقية بالمطالبة بالمحكمة الدولية الجديدة ضد سوريا حيث سيتوفر شهود الزور في العراق أكثر من لبنان،ولكن كما سقط التزوير،والتضليل في لبنان،ستسقط المحكمة الدولية المولودة في العراق مع قابلتها القانونية،فكما فشلت أميركا في السيطرة على العالم،ستفشل في قيادة العالم،وستنقلب كل الحرائق التي تشعلها في الدول،إلى حرائق تسقط الأنظمة التابعة والضعيفة،وستتفاجأ الأنظمة الراعية(للمجاهدين المضللين)الذين لم يروا طريق القدس يوما،بأنه في لحظة ما،يمكن أن يستفيق هؤلاء ليشهروا سيوفهم بوجه من سلم السلاح لهم ومن دفع ثمنه وستكون محكمة الشعوب العادلة بديلا للمحاكم الدولية الظالمة.


مقالات ذات علاقة


مقابلة حول الغارات الاسرائيلية على سوريا نسيب حطيط - #سيتغير_نهج_محور_المقاومة في سوريا وما يجري...


مقابلة حول حرق القرآن نسيب حطيط - هناك #تقصير من الحكومات والشعوب الإسلامية بالدفاع عمن القرآن...


توهين وشيطنة الشيعة بلسان رسمي نسيب حطيط لا يزال مخطط الاستهزاء والهتك بالطائفة الشيعية ..في ظل...

الاكثر قراءة


الشيخ البهائي وإنجازاته الهندسية د.نسيب حطيط ندوة في مؤتمر الشيخ البهائي الدولي في بيروت الذي أقامته جمعية الإمام...




Home / Op-Edge / Americans ‘have made up a new Islam’ Nadezhda Kevorkova is a war correspondent who has covered...




لبنـان الشعــب يـريــد(بنــاء)النظــام د.نسيب حطيط خلافا للثورات والانتفاضات العربية التي تتوحد حول شعار اسقاط...




محاضرة عاشوراء واثرهــــــــا على الفـــن التشكيـــــــلي ...




اعتبر فوز «8 آذار» محسوما في الانتخابات البرلمانية اللبنانية حطيط: الثغرة الأخطر استرخاء ماكينة المعارضة...


 

ص.ب: لبنان - بيروت - 5920/14        ت: 714088 3 961+   -   885256 3 961+        بريد الكتروني: dr.nahoteit@alnnasib.com

جمبع الحقوق محفوظة لمركز النّســــيب للدّراسات.        التّعليق على مسؤوليّة كاتبه.      dmachine.net logo Powered by